البطولة الوطنية تغلي على وقع إقالات المدربين

لم تمض سوى أسابيع قليلة على انطلاق البطولة الوطنية للهواة، حتى بدأت موجة الإقالات تهزّ الأندية من شمال البلاد إلى جنوبها، وكأن العدوى انتشرت بسرعة غير معهودة في موسم لم يكمل بعد إلا دورته 3.
قرارات مفاجئة، وأحياناً غير مبرّرة، أطاحت بعدد من الأطر التقنية التي لم تُمنح الوقت الكافي للعمل، رغم أن نتائجها لم تكن كارثية كما يُروّج.
فأين يكمن الخلل إذن؟
هل في ضعف الصبر لدى المسيرين؟ أم في ضغط الشارع الرياضي والجماهير التي تطالب بنتائج فورية دون مراعاة للظروف التقنية والمادية؟
المتتبعون للشأن الكروي يؤكدون أن هذه الإقالات المتسارعة أصبحت ظاهرة مقلقة تعكس هشاشة البنية التسييرية داخل العديد من الفرق، حيث غالباً ما يكون المدرب هو الحلقة الأضعف التي يسهل التضحية بها لإرضاء الخواطر وامتصاص الغضب الجماهيري، في حين تبقى المشاكل البنيوية الحقيقية من سوء التسيير وغياب الاستقرار المالي دون معالجة.
والمؤكد أن استمرار هذا النهج سيجعل البطولة الوطنية للهواة تفقد أحد أهم مقوماتها، وهو الاستقرار التقني، الذي يعدّ شرطاً أساسياً لأي مشروع كروي ناجح. ومع توالي الدورات، يبدو أن المشهد لن يهدأ قريباً، وأن “المدرب” سيظل دائماً أول ضحية عند كل تعثر، مهما كانت الأسباب.