مدرب واتفورد مرتاح لبقاء لوزا ومعما رغم خيبة استبعادهما من “كان المغرب 2025”

شهدت قائمة المنتخب الوطني المغربي الخاصة بكأس أمم إفريقيا المغرب 2025 غياب اسمين بارزين من تشكيلة واتفورد الإنجليزي، هما متوسط الميدان عمران لوزا والموهبة الصاعدة عثمان معما، في قرار فني فاجأ الكثير من المتتبعين. هذا الاستبعاد حمل في طياته قراءتين مختلفتين؛ الأولى هي خيبة أمل طبيعية للاعبين كانا يطمحان لتمثيل بلدهما في بطولة قارية تقام على أرض المغرب، والثانية هي ارتياح فني لمدربهما في النادي الذي سيستفيد من خدماتهما خلال مرحلة مزدحمة بالمباريات.
الإسباني خافي غراسيا، مدرب واتفورد، لم يُخف دهشته من عدم إدراج اسمي لوزا ومعما ضمن اللائحة النهائية لـ“أسود الأطلس”، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن القرار يشكل خبراً جيداً بالنسبة لفريقه. فالنادي مقبل على سلسلة مواجهات حاسمة في الدوري، ويحتاج إلى كل عناصره الأساسية، خاصة أن عمران لوزا يُعد ركيزة في خط الوسط من حيث صناعة اللعب والتوازن التكتيكي، بينما يمنح معما حلولاً هجومية إضافية بفضل سرعته وتحركه بين الخطوط.
رغم ارتياحه من الناحية التقنية، أظهر غراسيا تعاطفاً إنسانياً مع لاعبيه، مؤكداً أن كل لاعب يحلم بالدفاع عن ألوان منتخب بلاده في منافسة بحجم كأس أمم إفريقيا. المدرب شدد على أن غياب لوزا ومعما عن هذه النسخة لا يعني نهاية طموحهما الدولي، بل قد يكون حافزاً لمضاعفة العمل وإقناع الناخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة، خصوصاً أن مستواهما المتصاعد مع واتفورد يمنحهما أوراق قوة إضافية.
على المستوى الفردي، يعيش عمران لوزا واحدة من أفضل فتراته الكروية مع واتفورد هذا الموسم، حيث نجح في ترجمة مردوده إلى أرقام مؤثرة من حيث الأهداف والتمريرات الحاسمة، ما جعله محط إشادة في الإعلام الإنجليزي والمغربي معاً. أما عثمان معما، الذي لمع نجمه مع الفئات السنية للمنتخب المغربي قبل أن يفرض نفسه تدريجياً في تشكيلة واتفورد، فيُنظر إليه كاستثمار مستقبلي مهم للنادي ولمنتخب بلاده على حد سواء، بحكم موهبته وسنه الصغير ومساحة التطور الكبيرة التي يمتلكها.
في المحصلة، استفاد واتفورد من قرار استبعاد لاعبيه عن قائمة “كان المغرب 2025” لأنه سيخوض الفترة القادمة مكتمل الصفوف تقريباً، فيما يبقى التحدي الأكبر أمام لوزا ومعما هو الحفاظ على نسق عالٍ من العطاء مع ناديهما، حتى يتحولا من “ضحايا لائحة” في هذه النسخة إلى أوراق أساسية في مواعيد دولية قادمة. وبين مصلحة النادي وطموح المنتخب، يستمر الموسم في رسم مسار جديد لمسيرة لاعبين مغربيين يملكان الإمكانيات للعودة بقوة إلى واجهة “أسود الأطلس” عندما تحين الفرصة المناسبة.








