قائمة الركراكي تشعل الجدل.. وجماهير المغرب توحّد الدعم قبل كان 2025

أعاد الناخب الوطني وليد الركراكي إشعال النقاش داخل الشارع الكروي المغربي مباشرة بعد كشفه عن القائمة النهائية للمنتخب الوطني، استعداداً للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي تستضيفها المملكة ما بين 21 دجنبر و18 يناير 2026. الإعلان عن اللائحة أعاد إلى الواجهة الجدل المعتاد حول الأسماء الحاضرة والغائبة، خاصة وأن البطولة تقام فوق أرض مغربية وتحت أنظار جماهير تنتظر التتويج منذ عقود. وبين مناقشة الاختيارات الفنية وطموح الظفر باللقب، وجد المغاربة أنفسهم أمام قائمة يراها كثيرون امتداداً لخيارات الجهاز التقني في الفترة الأخيرة.
اللائحة التي كشف عنها الركراكي لم تحمل تغييرات كبيرة مقارنة بالتجمعات السابقة، إذ جدد المدرب ثقته في الهيكل الأساسي الذي خاض معه المباريات الأخيرة في التصفيات والاستحقاقات الودية. الاستثناء الأبرز ارتبط بوضع المهاجم حمزة إيغامان ضمن القائمة الاحتياطية نتيجة الإصابة التي تعرض لها رفقة ناديه ليل الفرنسي، ما دفع الطاقم التقني إلى التعامل بحذر مع وضعيته البدنية تحسباً لأي طارئ. هذا النهج أكد رغبة الركراكي في الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة، مع ترك هامش محدود للمفاجآت في آخر لحظة.
ردود فعل الجماهير المغربية تباينت على منصات التواصل الاجتماعي وفي النقاشات اليومية، لكنها اتفقت في جزء كبير منها على أن اختيارات المدرب بدت منطقية في العموم. كثيرون اعتبروا أن الركراكي حافظ على عمود فقري واضح، وأن استبعاد بعض الأسماء لا ينقص من قوة المجموعة بقدر ما يعكس قناعات تكتيكية معينة. في المقابل، عبّر جزء من المتتبعين عن أسفهم لغياب صهيب الدريوش، لاعب آيندهوفن الهولندي، معتبرين أن مستوياته في الفترة الأخيرة كانت تؤهله للتواجد في اللائحة النهائية.
من جهة أخرى، تمنى عدد من الأنصار رؤية اسم عثمان معما، نجم واتفورد الإنجليزي، ضمن المدعوين إلى “كان المغرب”، خاصة بعد تألقه اللافت في كأس العالم لأقل من 20 سنة وتتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة. أداء معما مع فريقه في المباريات الأخيرة زاد من حدة هذا النقاش، إذ يرى البعض أن منحه أول ظهور قاري مع المنتخب الأول فوق أرض المغرب كان سيشكل دفعة معنوية كبيرة له ولجيل جديد من المواهب الصاعدة. غير أن غيابه اعتُبر في نظر آخرين خطوة مؤجلة، على أساس أن فرصته قادمة بحكم سنه الصغيرة ومساحة التطور المتاحة أمامه.
وبين اختلاف وجهات النظر حول الأسماء، برزت دعوة واسعة وسط الجماهير تدعو إلى طي صفحة الجدل والتركيز على مساندة “أسود الأطلس” دون شروط خلال هذه النسخة من كأس إفريقيا. كثير من الأنصار شددوا على أن النقاش حول الاختيارات يظل صحياً، لكنه يجب ألا يتحول إلى عنصر تشويش على تحضيرات المجموعة في محطة تاريخية يستهدف فيها المغرب كسر نحس اللقب الغائب منذ تتويج إثيوبيا 1976. كما أن المنتخب سيدخل غمار البطولة من بوابة المجموعة الأولى إلى جانب جزر القمر ومالي وزامبيا، على أن يفتتح مشواره بمواجهة جزر القمر يوم الأحد 21 دجنبر على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في مباراة يُنتظر أن تشهد حضوراً جماهيرياً مكثفاً، بينما تحظى هذه النسخة من كأس إفريقيا، ومعها اختيارات الركراكي، باهتمام إعلامي واسع قارياً ودولياً.








