الرياضة بإقليم أزيلال بين السياسة والتسيير

تعيش الرياضة بإقليم أزيلال وضعًا متذبذبًا بين طموحات الرياضيين ورغبة الشباب في التميز، وبين واقع يسوده التسيير العشوائي وتداخل السياسة في الشأن الرياضي.
ورغم ما يزخر به الإقليم من طاقات ومواهب واعدة في مختلف الأنواع الرياضية، إلا أن غياب رؤية موحدة واستراتيجية تنموية واضحة جعل المشهد الرياضي يعيش حالة من الركود والتراجع.
في السنوات الأخيرة، تحوّل الدعم العمومي المخصص للجمعيات والأندية الرياضية إلى محور نقاش واسع، بعدما طفت على السطح اتهامات بتوظيف هذا الدعم في حسابات انتخابية ضيقة.
فبدل أن يكون الدعم وسيلة للنهوض بالبنية الرياضية وتشجيع الكفاءات، أصبح في بعض الأحيان أداة لإرضاء المقربين ومعاقبة الأصوات المستقلة أو المنتقدة.
ويبقى السؤال الذي يطرحه عدد من الفاعلين الرياضيين والمهتمين بالشأن المحلي:
هل على بعض فرق إقليم أزيلال تقديم الولاء والانتماء السياسي حتى يتسنى لها الاستفادة من الدعم العمومي؟
سؤال مؤلم لكنه يعكس واقعًا لا يمكن إنكاره، حيث يجد العديد من المسيرين أنفسهم مجبرين على الاصطفاف وراء هذا الطرف أو ذاك لضمان بقاء أنديتهم على قيد الحياة.
من جهة أخرى، يشتكي الفاعلون الرياضيون من ضعف البنيات التحتية وقلة التجهيزات في الإقليم، خاصة في المناطق الجبلية التي تفتقر إلى ملاعب صالحة للتباري أو قاعات متعددة الاستعمالات.
ورغم المبادرات المحدودة التي تقوم بها بعض الجماعات الترابية، إلا أنها تبقى غير كافية أمام حجم التحديات التي تواجه القطاع الرياضي بالإقليم.
ويبقى الأمل معقودًا على وعي المسؤولين بضرورة فصل السياسة عن الرياضة، ووضع مصلحة الشباب فوق كل اعتبار، لأن الرياضة ليست وسيلة للتموقع السياسي، بل رافعة أساسية للتنمية، وتعبير عن الانتماء الحقيقي للوطن لا للحزب.