مختلفات

أي بداية للبطولة الوطنية للهواة في ظل المشاكل والإكراهات؟

انطلقت منافسات البطولة الوطنية للهواة للموسم الجديد وسط أجواء غير عادية، عنوانها الأبرز كثرة المشاكل والإكراهات التي رافقت ضربة البداية، لتضع أكثر من علامة استفهام حول قدرة العصبة الوطنية للهواة على ضمان موسم كروي يسوده التنظيم والانضباط. فبدل أن تكون الانطلاقة فرصة لإبراز جاهزية الفرق وتنافسيتها، تحوّلت الجولة الأولى إلى ساحة لاختبار صبر الأندية والجماهير على حد سواء.

أول هذه الإشكالات تمثل في الاعتراض الذي تقدم به فريق شباب الريف الحسيمي ضد هلال الناظور، وهو ملف قانوني يهدد بإثارة الكثير من الجدل قبل صدور القرار النهائي. وإلى جانب ذلك، عرفت مباراة شباب أولمبيك وزان وأمل الجيش الملكي تأجيلًا اضطراريًا بعدما تعذر حضور سيارة الإسعاف، رغم المراسلات المتكررة قبل موعد اللقاء، في مشهد يسيء لصورة البطولة ويؤكد هشاشة التنسيق بين الجهات المعنية.

ولم يتوقف مسلسل الارتباك عند هذا الحد، إذ شهدت مواجهة أمل حسنية أكادير والأمل الصويري حادثًا غير مسبوق، حيث تعذر على اللاعبين والحكام دخول المستودعات بسبب عدم فتح أبوابها، في واقعة تعكس غياب أدنى شروط التنظيم. أما على المستوى الإداري، فقد ألقى المنع الدولي المفروض على فريقي الجمعية السلاوية والاتفاق المراكشي بظلاله الثقيلة على البطولة، بعد حرمانهما من تأهيل لاعبين جدد، ما يضعهما في وضعية صعبة أمام باقي المنافسين.

كما أثار ملف يوسفية برشيد استغراب المتتبعين، بعد سماح الجهات المسؤولة للفريق بانتداب 14 لاعبًا من أمل نهضة زمامرة رغم انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، وهو قرار فتح الباب أمام تساؤلات قانونية حول مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.

هذه الأحداث مجتمعة جعلت من العصبة الوطنية للهواة تبدو في دور المتفرج، مكتفية ببيانات مقتضبة دون أي تدخل آني وحاسم يحفظ ماء وجه البطولة ويعيد لها هيبتها. فالجماهير والمتتبعون كانوا ينتظرون بداية قوية تليق بقيمة الأندية وتضحياتها، لكن الواقع كشف عن هشاشة في البنية التنظيمية وغياب رؤية واضحة لإدارة المنافسة.

إن استمرار هذه الاختلالات دون حلول سريعة وحاسمة، يهدد بــإفراغ البطولة الوطنية للهواة من مضمونها الرياضي، ويجعلها ساحة للفوضى بدل أن تكون مدرسة لصقل المواهب وإعداد الأندية الصاعدة. المطلوب اليوم تدخل عاجل للعصبة والجامعة الملكية لكرة القدم لإعادة الأمور إلى نصابها، وضمان انطلاقة حقيقية تعيد الثقة للممارسين والجماهير على حد سواء.

هواة بريس : أحمد لالو الريفي

إظهار المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button