المدربون بين الإقالة والاستقالة… ظاهرة تتجدد في البطولة الوطنية للهواة

لم تمر سوى خمس جولات على انطلاق البطولة الوطنية للهواة حتى بدأت ملامح الارتباك تظهر بوضوح في المشهد التقني لعدد من الأندية، بعدما توالت الإقالات والاستقالات في صفوف المدربين، في مشهد بات مألوفًا ومتكرّرًا مع كل موسم كروي جديد. والآتي – كما يبدو – سيحمل المزيد من “الضحايا” في قادم الأيام.
إقالات متتالية تحت ضغط النتائج
تعددت البلاغات الرسمية التي تتحدث عن “الانفصال بالتراضي”، غير أن المتتبعين يدركون أن أغلب هذه القرارات تأتي تحت ضغط النتائج المتذبذبة، وتطلعات الجماهير والإدارات التي تبحث عن إنقاذ سريع للموسم حتى قبل أن يبدأ فعليًا.
نفس الأسماء… ودائرة مغلقة
المفارقة أن نفس الأسماء تتكرر، إذ نجد عددًا محدودًا من المدربين يتناوبون على قيادة مختلف الفرق، وكأن البطولة الوطنية للهواة مغلقة على دائرة ضيقة من الأطر التي لا تتغير إلا في مواقعها. هذا التدوير السريع يطرح تساؤلات حول جدوى هذه السياسة، ومدى قدرتها على بناء مشروع كروي مستدام يضمن الاستقرار الفني المطلوب.
بين حيوية التنافس وغياب الرؤية
فهل هي ظاهرة صحية تعبّر عن حيوية التنافس والرغبة في التغيير نحو الأفضل؟ أم أنها انعكاس لخلل هيكلي أعمق في طريقة تدبير الأندية، التي لا تمنح الوقت الكافي للأطر التقنية لتطبيق فلسفتها الكروية؟
الاستقرار مفتاح النجاح
الجواب يبقى معلقًا بين من يرى أن الضغط الجماهيري والإداري لا يترك مجالًا للصبر، ومن يعتبر أن الاستقرار هو سر النجاح في كل مشروع رياضي. وبين هذا وذاك، تبقى البطولة الوطنية للهواة مسرحًا لتغييرات مبكرة قد لا تخدم في نهاية المطاف سوى مزيد من الارتباك الفني وغياب الرؤية الواضحة.
هواة بريس : أحمد لالو الريفي